في كل ليلة من ليالي السنة أذهب إلي مكان بعيد لألقي ما في قلبي من أحزان, اجلس وحيدا احتضر بعد نهار طويل من الجروح والآلام
سكون وهدوء يجوبان المكان أشباح سوداء تمتص ما بقي من عمري كل ليلة.......
الوحدة شعور لم يعد يفارقني الألم إحساس سكن قلبي , أنظر إلى السماء بعين دامعة وقلب مجروح , أسأل نفسي تكرارا : لمتى !!!!
سؤال لطالما ابحث له عن جواب ........
أجلس أحاول استرجاع ذكرياتي الجميلة لأخفف بها عن قلبي , لكني لم استطع , لم استطع تذكر شيء , وحيدا في هذه الدنيا بذكريات مؤلمة وقلب ميت , بذكريات تحمل في طياتها قصة إنسان قد أنهكته الأيام والليالي ...... .
وفي صباح اليوم التالي استيقظ على دقات قلبي الحزين , شعور بداخلي يشدني إلى أمر غريب , خرجت من البيت لم أجد أحدا كان الضباب يحجب الرؤية لم استطع رؤية شيء سوى طريق طويل لم أرى له نهاية .......
هدوء قد غشي المكان بكامله , أسير وراء دقات قلبي بخوف وحذر شديدين , انظر حولي وكأني في حلم مخيف , اختفى كل شيء , حتى صوت زقزقة العصافير التي كانت تملأ الدنيا أملا وحنانا قد اختفت ................. .
وفجأة أسمع من أقصى الصمت صوت وكأنه شخص يحتضر , يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم , تعبت مصدر الصوت لأصل إلى جبل قد أحاطته أشباح سوداء , أسرعت إلى ذلك المكان وما إن وصلت حتى أرى شخصا ملقا إلى جذع شجرة
اقتربت منه ................... أمعنت النظر به ...................... وكأني اعرفه !!!!!!!!!
وفجأة استيقظ, وقد كانت في عينيه نظرة حزينة, نظرة شخص قد اكتوى بنار الوحدة والألم...... .
استند إلى جذع الشجرة وقال : لا تخف لن أؤذيك
ثم قال : ألم تعرفني ؟؟؟
قلت : لا !!!
قال : انا الحب الساكن في قلبك انا من يمنحك الحب والحنان
قالها والدم ينزف من قلبه قالها والدمع ينساب من عينيه ................
لم أستطع تصديق ما يحصل أمامي, جثمت على ركبتي, لم أستطع تحمل ذلك المنظر, نظرت فوقي فلم أرى سوى سماء سوداء نظرت من حولي فلم أرى سوى وحوش ضارية وعظام بالية قد مضى عليها الزمن............
سألته: أين أنا ؟؟؟
قال : أنت في زمن الخيانة
سألته: ما هذه العظام ؟؟؟
قال: هذه العظام لأشخاص ماتوا في سبيل الحب, ماتوا وهم يحملون في قلوبهم اسما معاني الحب, لكنهم لم يستطيعوا تحمل شدة العذاب والألم... وهذا مصيري من بعدهم .
قلت له : لا تيأس , فلنذهب معا يدا بيد نتغلب على مصاعب الحياة , معا ننس ذكرياتنا المؤلمة , لنبدأ حياة جديدة مليئة بالحب والحنان , لنعيش ونبني مستقبلا جميلا .... .
قال: ليس ممكن, فلقد أنهكتني الأيام والسنين وأتعبتني الآمال والأحلام وقد حان أجلي.
نظرت إليه وقد امتلأ جسده بالجروح , ذهبت لأجد مساعدة وما إن عدت لأجده قد فارق الحياة بهدوء وسكون في وحدة وألم
لم اصدق ذلك , صرخت بأعلى صوتي من شدة الألم والحزن , إنساب الدمع من عيني ليعلن نهاية حياتي , نهاية إنسان دفع حياته ثمن حب زائف .... .
هذه هي حياتي, ذكريات مؤلمة تمضي بين صفحات الحياة
رجعت ثانية إلى الدنيا من دون قلب من دون شيء, لقد خسرت أغلى ما أملك
القسوة الألم الوحدة والحزن................................... هكذا علمتني الحياة لأكون كباقي من يعيش عليها ولأقد على البقاء فيها